في ضوء انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يؤثر في كل شيء بداية من السفر الدولي وحتى توافر معقِّمات اليدين، بات الحد من انتشار مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) في المملكة العربية السعودية شاغلاً مثيرًا للقلق بشكل متزايد. وهذا هو السبب وراء قيام العديد من الشركات بإلزام العديد من الموظفين أو توصيتهم ب العمل عن بعد قدر الإمكان حتى تتم السيطرة على الفيروس.
يحلُم العديد من الأشخاص بالعمل من منازلهم التي يشعرون فيها بالراحة، وعدم الذهاب يوميًا إلى العمل مقابل توفير ساعات أكثر للنوم أو للعائلة أو ممارسة التمارين. لكن العمل عن بعد بكل تأكيد يُعد سيفًا ذا حدين، فأنت يتعين عليك البقاء بالمنزل، ولكن قد يكون من الصعب التركيز على العمل فعليًا. فما بين كومة الغسيل التي تبدو فجأةً أكثر أهميةً من قائمة مهام رئيسك في العمل أو قضاء ثلاث ساعات سريعة في مشاهدة هذا الفيلم الذي تعرضه نتفلكيس ولطالما انتظرت مشاهدته، يمكن أن يستنزف الحفاظ على معدلات الإنتاجية في العمل عن بعد الكثير من الجهد. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتحول الانعزال سريعًا إلى مصدر يبعث على الاكتئاب بالنسبة لهؤلاء الذين اعتادوا على التواصل اجتماعيًا في العمل. وبالطبع، يفضل بعض الأشخاص المكوث في المكتب.
ولذلك بادئ ذي بدء، من الأفضل أن تجلس معتدلاً، وتتناول بعض الفطور، وترتدي بنطلونًا. ماذا عن الخطوات الأخرى التي يمكن أن تساعدك على التركيز على عملك والحفاظ على الصحة العقلية أثناء العمل عن بعد ؟ إليك أربع نصائح من مخضرمين ذوي باع طويل في العمل عن بعد ومن خبراء أماكن العمل.
الموقع، الموقع، الموقع
حاول أن تعثر لنفسك على مكان مخصص للعمل ومريح يمكنك الدخول إليه للتركيز على عملك والمغادرة بعد انتهاء ساعات العمل، وذلك يعني الابتعاد عن الأريكة، وبالتأكيد النهوض من السرير.
وحسبما يقول احد الاشخاص الذين يعملون عن بُعد “إن تخصيص مكان للعمل من المنزل سيساعد بالتأكيد ،لقد بدأت هذا النوع من العمل بالجلوس في مكتب في منتصف غرفة معيشتي في شقة صغيرة كائنة في المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة، وكان من الصعب التركيز على مهمة دون تشتت.”
ومنذ ذلك الوقت، قمت بإعداد مكتب مخصص في المنزل حيث يمكنني إغلاق الأبواب والابتعاد عن كل ما يتسبب في التشتت. كما اني قمت بالذهاب إلى المكتبات المحلية للاستفادة من خدمات الإنترنت المجانية التي توفرها تلك المكتبات، لكن نظرًا لأن توصيات العمل من المنزل في الوقت الحالي تهدُف إلى منع انتشار مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، فإن التوجه إلى مكان عام ربما يؤدي إلى نتائج عكسية.
العثور على صديق
قد تعتقد أنه من السهل عليك تحقيق الإنتاجية في غياب زملاء العمل كثيري الحديث الذين يزعجونك باستمرار. لكن التفاعلات الاجتماعية، وحتى مع زملاء العمل يمكن أن تقلل من حالات الشعور بالانعزال والوحدة. يقول أحد أعضاء هيئة التدريس في احدى جامعات المملكة، والتي تدرس تأثيرات العزلة، يرى أنه في الكثير من الأحيان يتم التغاضي عن الآثار النفسية المترتبة على العمل عن بُعد لفترات طويلة أو تجاهلها رغم أنها تُعد عاملاً أساسيًا في صحتنا العقلية وترابط الفريق.
ويستطرد قائلا، “نحن اعتدنا على التفاعل الاجتماعي”. “فهو يُسهِّل التعاون والتآزر الوثيق”.
وللمساعدة على سد فجوة التواصل الاجتماعي أثناء العمل عن بعد ، يوصي بالبحث عن زميل يمكنك التحدث إليه عندما تشعر بالحاجة إلى الدردشة مع أحد الأشخاص. وبدلاً من ذلك، كوِّن صداقة مع أحد الأصدقاء الذين يعملون في مكان آخر ويمرون بالتجربة ذاتها. إن إجراء مكالمة فيديو عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الرسائل النصية ليس بالفكرة السيئة أيضًا.
إعداد خطة
يوصى أيضًا، عند العمل عن بعد ، ان تقوم بإعداد جدول زمني يومي أكثر تنظيمًا من الجدول الزمني المعتاد.
ويواصل قائلاً “عادةً ما تتأثر أوقاتنا ونظام يومنا بأشخاص آخرين”. “ستمضي يومك وأنت تفتقر إلى الأنظمة العادية التي كنت معتادًا عليها. ربما يجد الأشخاص صعوبةً في التأقلم مع ذلك. ولذلك فإن أحد الأشياء التي اكتشفناها في محاولة فهم العزلة، يتمثل في أن الوقت الذي نقضيه وحدنا سيكون وقتًا أفضل إذا كان منظَّمًا.”
ويجب ان، يشمل جدولك الزمني عدة فترات للراحة طوال اليوم، سواء للترفيه أو المشي لمسافات طويلة في الحي الذي تسكن فيه والاطلاع على البريد اليومي.
التفكير بشأن طريقة تواصلك
وفي ظل انتشار فيروس كورونا في الفترة الحالية ، من المهم التحول من استخدام البريد الإلكتروني إلى وسائل رقمية أخرى يمكنها محاكاة تجربة المكتب الشخصية بصورة أفضل وتوفير تواصل واضح.
بالطبع سيكون هناك شعور بالانعزال، ويتوقف على مدى نجاح أفراد فريقك في التواصل أو مدى استعدادهم للاقتناع والتواصل باستخدام وسائل أخرى غير المحادثات وجهًا لوجه”. يقوم احد اصحاب الشركات في الرياض بالتواصل مع أفراد فريقه باستخدام تطبيقات دردشة، مثل Slack وخدمات مؤتمرات الفيديو، مثل Zoom. ويضيف قائلاً، “تُعد ميزة “مشاركة الشاشة” جانبًا آخر فعَّالاً في اطلاع جميع الأشخاص على الصفحة ذاتها”. “إذا كنت في اجتماع لتقديم الملاحظات، فهناك فرص أمام المضيف لمشاركة شاشته أيضًا لكي نتمكن جميعًا من النظر في الشيء ذاته ونحن نتبادل الأفكار.”
بريثفيراج “راج” تشودهاري، أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الأعمال بجامعة هارفارد، والذي يدرس العمل عن بعد والعلاقات بين جغرافيا المكان والإنتاجية، توصَّل إلى حل جدير بالاهتمام من أجل تعزيز الصداقة بين الأشخاص الذين يعملون عن بُعد ويتمثل في حفلات البيتزا. بينما كان تشودهاري يبحث في عادات العمل عن بُعد في مكتب براءات الاختراع الأمريكي، الذي أعد سياسة أكثر صرامةً تحت عنوان “العمل من أي مكان” في 2011، اكتشف مديرة كانت تستضيف مآدب الغداء عبر مؤتمرات الفيديو.
يشرح تشودهاري قائلاً، “كانت تطلب توصيل البيتزا ذاتها في الوقت ذاته لكي يخوض أفراد الفريق تجربة الترابط تلك ولا يزالون يشعرون أنهم في فريق واحد”. “هذه هي طبيعة الأعمال المقبلة، ولذلك لا يمكن أن نستمر في تطبيق الطرق القديمة المعروفة، بل يتعين علينا استحداث إجراءات جديدة.”
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد التواصل الجيد أثناء العمل عن بُعد، على الحفاظ على العلاقات مع الزملاء، والمديرين، والمرؤوسين المباشرين. كما أنه من المهم أن يشجع المديرون الموظفين على مشاركة الآراء أو المخاوف بشأن مشروع محدَّد لكي لا يشعرون أنهم معزولون فقط لأنهم ليسوا حاضرين في الغرفة ذاتها.
تذكَّر أن لكل شخص طريقة مختلفة في العمل عن بعد
ينبغي أن يتذكر المديرون أنه في الواقع لا يريد جميع الموظفون العمل عن بعد ، بل يمكن أن يُسبب هذا التحول إجهادًا للبعض. في ضوء تزايد إلزام الشركات للعديد من الموظفين بالعمل عن بعد أثناء تفشي مرض فيروس كورونا، من المهم أن تتواصل الشركات كلما أمكن وتساعد الموظفين الذين يواجهون صعوبةً في التأقلم مع التغيير”.
اذ انه في الواقع إذا أجبرت الإدارة الناس على البقاء في المنزل، فسيزيد ذلك من الأعباء”. “إن تزويد الموظفين بأكبر قدر ممكن من المعلومات يمكن أن يخفف العبء الذي تسببه الاضطرابات.”
وفى النهاية نتمى لكم مزيد من العمل والانتاجية والفاعلية سواء كان العمل من المنزل او من مقر الشركة فدائما المحافظة على الموظفين اولا وسير العمل ثانيا هو الذى يؤثر فى العملية الانتاجية لنعبر جميع الازمات والمحن الاقتصادية
تعرف على بعض برامج شركة دعائم التقية التى سوف تساعدك فى تحسين الاداء على المدى القصير والطويل
مثل ادارة و مراقبة الشبكات والإنترنت؛ ويمكنك دائما التواصل معانا فنحن دائما سعداء بخدمتك
المصادر: