مواجهة الهجمات الالكترونية

اصبحت مواجهة الهجمات الإلكترونية اكثر صعوبة الآن بعد تحوِّل  الكثير من الشركات عملياتها إلى نموذج العمل عن بُعد في ظل الحظر الذي يفرضه فيروس كورونا (كوفيد-19). وبالرغم من أن هذا النموذج يتيح للشركات بشكل عام الاستمرار في العمل بشكل طبيعي، توجد أيضًا زيادة في عدد الهجمات الإلكترونية بسبب هذا التحول وذلك وفق ما أشارت إليه وكالة الأمن القومي للفضاء الإلكتروني، فريق الاستجابة لحالات الطوارئ بالكمبيوتر  (CERT-In). كما توقع خبراء الأمن زيادة بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة في الهجمات الإلكترونية نظرًا لزيادة العمل عن بُعد.

مواجهة الهجمات الإلكترونية

ربما كانت لوائح الخصوصية الصارمة في السابق تقف حائلاً أمام مجرمي الفضاء الإلكتروني، لكنهم الآن يستغلون الاعتماد على الأجهزة الشخصية، والشبكات الخاصة، وتطبيقات الجهات الخارجية التي تفتقر إلى الأمان لاستغلال المزيد من الثغرات التي تظهر أثناء عمل الأشخاص عن بُعد. وللتغلب على هذه الهجمات، يتحتم بذل المزيد من الجهود للتصدي لنوعين من التهديدات، يتمثلان في التهديدات الرقمية والتهديدات المادية.

تُعد أوروبا واحدة من المناطق التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد الهجمات الإلكترونية  في الفترة بين يناير ومارس. أصدرت يوروبول، وكالة أوروبية لتطبيق القانون، تحذيرًا مفاده أن الهجمات الإلكترونية ستزيد في قطاع الرعاية الصحية حيث يستغل مجرمو الفضاء الإلكتروني الحاجة الماسة إلى الرعاية الصحية بالغة الأهمية وخدمات الأبحاث الطبية في هذه الأوقات. يُعد الهجوم الإلكتروني الذي حدث مؤخرًا على أحد أكبر مختبرات فيروس كورونا (كوفيد-19) في جمهورية التشيك مثالاً نموذجيًا؛ حيث تسببت شدة الهجوم في إيقاف كامل لشبكة تكنولوجيا المعلومات في المستشفى، واضطر المستشفى لتأجيل عمليات جراحية طارئة، وتم تحويل المرضى إلى مستشفى قريب.
وبالإضافة إلى ذلك سجلت المملكة المتحدة وحدها زيادة بنسبة 400 بالمئة في المطالبات الاحتيالية المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في مارس، مما تسبب في خسائر بلغت قرابة 1 مليون يورو، وأصدرت الشرطة الألمانية تحذيرًا بشأن البطاقة الزائفة لفيروس كورونا التي تعرض تحديثات بشأن الحالات التي تأكدت إصابتها بفيروس كورونا.

تُعد هجمات التصيد الإلكتروني هي الهجمات الأبرز ضمن الهجمات الإلكترونية المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات كبيرة على النحو التالي:

 

انتحال أسماء العلامات التجارية

تعمل الجهات المسؤولة عن الهجمات الالكترونية على تصميم حملات لانتحال أسماء مصادر موثوق بها، مثل الهيئات الحكومية، والمنظمات العالمية للرعاية الاجتماعية، وما إلى ذلك ويلتزم الجمهور عادةً بتعليمات هذه الجهات دون أدنى مجال للشك. وتتمثل أشهر حملة تصيد إلكتروني ضمن هذه الفئة في الحملة التي انتحلت اسم منظمة الصحة العالمية (WHO).
نشرت إحدى الهجمات الالكترونية الأولية كتابًا إلكترونيًا مزيفًا بشأن فيروس كورونا للضحايا. وعند تنزيل الكتاب، أصدر رمزًا ضارًا يُسمى GuLoader ؛ حيث يُستخدم هذا الرمز لتحميل Formbook، وهو أحد فيروسات حصان طروادة المشهورة على نطاق واسع ومعروف عنها سرقة البيانات.

وتضمن هجوم آخر رسالة بريد إلكتروني تحمل توقيع الخبيرة الاستشارية المزعومة في مجال علاقات الإعلام وتُدعى الدكتورة/ سارة هوبكينز، وشجعت الضحايا على تنزيل ملف بصيغة PDF حول نصائح لتقوية المناعة ضد الفيروس. وأطلق هذا الملف برنامج التجسس Agent Tesla، الذي يسرق البيانات من الأجهزة المخترقة.

أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) الآن إخطارًا لتنبيه الأشخاص بشأن المخترقين الذين يزعمون أنهم ممثلون للمنظمة.

 

الاحتيال عبر الإنترنت

وهذه فئة كبيرة تغطي أنشطة احتيالية حيث تُقدِّم الجهات المسؤولة عن الهجمات معلومات غير صحيحة لخداع الضحايا.
نشرَ تطبيق متخفٍ تحت اسم “متتبع فيروس كورونا (كوفيد-19)” برنامجًا ضارًا في عدد غير محدود من أجهزة الجوَّال وطالب الضحايا بدفع فدية بقيمة 100 دولار أمريكي إذا كانوا لا يريدون التعرض لخطر حذف جهات الاتصال، ومقاطع الفيديو، والصور الخاصة بهم.

أصدرت الشرطة الهولندية تحذيرًا بشأن زيادة المحاولات الاحتيالية التي يتم إجراؤها عبر المكالمات الهاتفية مع كبار السن من منتحلين يزعمون أنهم ممرضون، ويعرضون في هذه المحاولات الاحتيالية تقديم المساعدة من خلال شراء سلع البقالة ويجمعون تفاصيل البطاقة الائتمانية بحجة الدفع لشراء السلع.

 

هجمات اختراق البريد الإلكتروني الخاص بالشركات (BEC)

وكما يشير الاسم، يستخدم هذا النوع من الهجمات حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالشركات للاحتيال على المستهدفين.
بدأت Ancient Tortois، حلقة إجرامية متعلقة بالبريد الإلكتروني ومعروفة بالهجمات القائمة على اختراق البريد الإلكتروني، إرسال رسائل متعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19) إلى الشركات ضمن مخططاته المتعلقة بالبريد الإلكتروني. في إحدى الهجمات الالكترونية الحديثة، وصل Ancient Tortoise إلى قاعدة العملاء الخاصة بإحدى المؤسسات في محاولة لخداعهم لتغيير البنك الذي يستخدمونه لتحويل المدفوعات، وزعمت أن أزمة الوباء العالمي هي السبب وراء هذا، وأشارت إلى حساب زائف بديل في هونج كونغ يمكن تحويل المدفوعات المعلقة إليه.

ومع زيادة عدد الشركات التي تشجع الموظفين على العمل عن بُعد كإحدى الوسائل المستخدمة لممارسة التباعد الاجتماعي، يتعين على جميع الأطراف اتخاذ تدابير معينة لتأمين بيئات العمل والبيانات السرية.

اهم التدابير اللازمة ل مواجهة الهجمات الإلكترونية

  • التأكد من أن بنية أجهزة تكنولوجيا المعلومات مؤمنة عند العمل عن بُعد. إن توفير مجموعة أدوات موحدة ومؤمنة للعمل عن بُعد مزوَّدة بميزات، مثل تسجيل دخول أحادي (SSO)، وتسجيلات الجلسات المتميزة، ومراجعات الجلسات البعيدة، وما إلى ذلك، سيتيح للشركات فرض مزيد من السيطرة على الوضع الأمني.
  • يجب أن تحدث الاتصالات بالشبكات الهامة في الشركة عبر الشبكات الخاصة الافتراضية (VPNs) المعتمدة بواسطة الشركة من خلال المصادقة متعددة العوامل (MFA).
  • ويتمثل العنصر الرئيسي في تجنب الوقوع ضحية للمحاولات الاحتيالية  والهجمات الالكترونية في القدرة على تحديد موثوقية مصادر المعلومات. يميل الموظفون إلى تصديق المعلومات التي تتم مشاركتها عبر مصادر الشركة أكثر من المصادر العامة الخارجية. يمكن للموظفين مشاركة عنوان بريد إلكتروني معروف يتم من خلاله تقديم التحديثات (معلومات الشركة والمعلومات العامة) المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
  • ينبغي مطالبة الموظفين بالتحقق من الأخطاء الإملائية في عنوان جهة الإرسال فضلاً عن الأخطاء في المحتوى، لأن المخترقين عادةً ما يرتكبون هذا الخطأ. ستساعد مثل هذه التدابير على منع الموظفين من النقر على الروابط الضارة.
  • ينبغي أن يكون أمن الفضاء الإلكتروني جزءًا هامًا من خطط استمرارية العمل (BCP). فكِّر في عدة عوامل تؤثر في أمن مواقع العمل عن بُعد وطبِّق طرقًا جديدة للعمل بناءً على ذلك. استخدم أدوات وصول عن بُعد موثوق بها قبل إتاحة إمكانية الوصول عن بُعد للأنظمة الهامة.
  • قم بإعداد دليل توجيهي للموظفين يتضمن قائمة بالأسئلة الشائعة للمساعدة على تعريف الموظفين بمخاطر الأمان وانواع الهجمات الالكترونية  التي يمكن ان يتعرضوا لها، وأفضل الممارسات، ومقاطع فيديو الخدمة الذاتية، وبروتوكولات بشأن كيفية التصرف في حال تلقيهم روابط مشبوهة.
  • استمتع باستخدام أجهزة الشركات إلى أقصى حد ممكن. طبِّق سياسات كلمة المرور القوية والتغييرات المستمرة لكلمات المرور، وقم بتمكين تسجيل الخروج التلقائي بعد تعيين مهلة زمنية لعدم النشاط.

    فى النهاية …

    إن هذا التحول المفاجئ للعمل عن بُعد على هذا النطاق الواسع قد وضع الشركات في جميع أنحاء العالم في موقع صعب. لكن، لهذا التحول أيضًا جانب مشرق يتمثل فيما يلي: بإمكان الشركات الآن استخدام إمكاناتها الإدارية والتكنولوجية لاختبار واكتشاف الفرص الجديدة في نماذج العمل عن بُعد. الآن بعد مرور فترة من الوقت على تطبيق شركة  IT Pillars  لنموذج العمل عن بُعد، تعلمنا أنه مع التخطيط الحكيم ومجموعة الأدوات المتكاملة للوصول عن بُعد والقادرة على السيطرة أمنيًا على بنية أجهزة تكنولوجيا المعلومات ينبغي أن يكون تطبيق نموذج العمل عن بُعد أمرًا سهلاً.

يمكن لبرامج مانج انجن ان تساعدك في حماية أجهزة الشركة الخاصة بك ضد كافة انواع الهجمات الالكترونية  سواء كان الموظفون يعملون من مقر الشركة او عن بعد.

اطلب نسختك التجريبية المجانية الآن لمدة شهر من برنامج Log360

 

المصادر :

ManageEngine

Wikipedia