محرك البحث Bing

هل سمعت عن الChatGPT من قبل؟

بالطبع سمعت عن مدى ذكائه وروعته وإمكانياته، التي تتجاوز قدرات أي أداة ذكاء اصطناعي آخر.

وفي حال أنك لم تسمع عنه من قبل، تلك الأداة الذكية عبارة عن نظام دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بمعنى أنك تترك أي سؤالًا، وستكون الأداة جاهزة للرد عليك بإجابات منطقية منمقة ومبهرة عن كافة استفساراتك، تشبه صديقك المثقف الجاهز دومًا لمدك بمعلومات.

إذًا ما الذي يجعل هذه الدردشة الآلية مختلفة عن أي نوع دردشة أخرى chatbot؟

نحن جميعًا استخدمنا نموذج مشابه للدردشة الآلية من قبل، فالكثير من الشركات لجأت لتلك التكنولوجيا لتسريع من عملية الرد على تساؤلات العملاء من خلال نص محفوظ يرسل إلى أي شخص يرسل نفس التساؤل.

ولكن لا هذا الأمر مختلف تمامًا يا صديقي.

دعنا نرى كيف أن ChatGPT يمثل ثورة معلوماتية استثنائية وغير مسبوقة.

نعم، هذ كان رد ChatGPT عندما حاولت أن أفهم لماذا أحدث كل تلك الضجة.

ChatGPT يعتمد على تقنية تعرف باسم التعلم العميق (Deep Learning) والتي تستخدم تقنيات متعددة ومعقدة من أجل تطوير نموذج يرد على كافة تساؤلاتك بلغة تشبهنا نحن كبشر.

ولهذا فهو لديه قدرات خارقة على فهم المعاني اللغوية والنصوص المركبة ومن ثم إنتاج نصوص تتوافق مع الفكرة الأساسية للموضوع.

ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لمحرك البحث Bing ؟ ولماذا قد نتحول جميعًا لاستخدام Bing بدلًا من جوجل؟

محرك البحث Bing

محرك البحث Bing ينتمي إلى شركة مايكروسوفت، والتي هي العدو اللدود والمنافس الأصيل لشركة جوجل. فبعد أيام قليلة من إصدار ChatGPT والذي طورته شركة OpenAI، أعلنت مايكروسوفت عن استثمارات تصل إلى ملايين الدولارات من أجل تطوير تلك الأداة الذكية.

وبعد أيام قليلة آخرى، أعلنت مايكروسوفت عن عزمها دمج ChatGPT في محرك البحث Bing، وهذا ما حدث بعد أيام قليلة، حيث قدمت نسخة جديدة من محرك البحث لديها وأطلقت عليه Bing Edge والذي يوفر ميزة البحث من خلال ChatGPT.

مجرد كتابة أي سؤال ستظهر لها خيارات متعددة للبحث تتضمن “all, chat, images, videos” والمزيد.

إلا أنها ليست متاحة في الدول العربية بعد لأن ChatGPT لا يزال غير متاح في دولنا، كما أن الشركة الأم أعلنت أنه قيد التطوير من أجل إجابات أكثر دقة.

وهنا يأتي السؤال: ما المميز في إطلاق تلك الخاصية؟ فما الجدوى من استخدام ChatGPT من خلال محرك البحث Bing، في وقت يمكنك استخدام ChatGPT دون وسيط.

الأمر بسيط، هو أن ChatGPT تقدم لك معلومات قديمة نسبيًا.

انتظر سأشرح لك.

تكنولوجيا التعلم العميق تعتمد أساسيًا على تدريب الآلة على كم من المعلومات تم إدخالها في الماضي، وفي حالة Chat GPT فإنها توقفت عن التعلم حتى 2021، وهذا يعني أنك إذا سألتها عن أي شىء حدث بعد تلك الفترة، لن تمدك بأي معلومة، أو ستكون غير صحيحة.

دعنا نرى.

هذا بالضبط ما نعنيه، أي حدث وقع ما بعد 2021 لن تمدك تلك الأداة بأي معلومة، وبالطبع أي معلومة تتغير يوميًا مثل أسعار الذهب أو البترول أو أي كان.

هنا يأتي دور محرك البحث Bing والذي سيكون متطورًا كافية لأن يمدك بمعلومات آنية معتمدًا على البيانات الضخمة التي يعتمد عليها ChatGpt، وبالتالي تجربة أكثر مرونة وسلسلة وتفاعلًا.

إلا أن الكثير من المستخدمين يؤكدون أن ChatGPT حتى وبنسخته المتطورة المتوفرة لعدد محدود من المستخدمين على Bing لا يمكنه الإجابة عن الكثير على الأسئلة المعقدة أو المركبة.

وهذا ما دفع OpenAI أن تعلن أن نسختها المتطورة من البرنامج ChatGPT4 قيد الإنشاء، وأنه المهندسين القائمين على هذا المشروع العملاق يتولون تدريبه على 100 ترليون وحدة، لإنتاج معلومات أكثر عمق ودقة.

هناك الكثير من المعلومات والمفاجآت التي قد تحملها لنا الأيام المقبلة، وما علينا سوى أن نتابع ما يحدث ونحاول أن نكون جزءًا من تلك التكنولوجيا، لأن المستقبل القريب جدًا يحمل لنا عنوان واحد فقط “الذكاء الاصطناعي“.

No comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.