ربما قد تعتقد أن هذا العنوان ضربًا من الخيال إذا كنت وجدته في أحدى الصحف منذ أشهر ماضية.
من يمكنه أن ينافس جوجل؟
ولكن سنة الحياة هو التغيير مثل أي شىء آخر، وها الآن جوجل مهددة من أداة الدردشة المبهرة ChatGPT والتي بصدد أن تسحب منها مستخدميها.
سأعطي لك نبذة بسيطة عن ChatGPT، هو أداة للدردشة بنموذج يحاكي أنظمة الدردشة الآلية، أو Siri مساعدك الذكي في جهازك المحمول، والذي تسأله عن أي شىء ترغب من خلال صوتك، ليتولى البحث عبر جوجل حتى يجد لك الإجابة.
ولكن المميز في ChatGPT هو أن إجاباته تأتي منطقة ودقيقة إلى حد بعيد، مادامت أسئلتك بسيطة (فأنت بالطبع لن تسأل ChatGPT عن تركبية دواء لغلاج السكري!)
بل الأكثر من ذلك، أن يرد عليك بكل اللغات، أسأله بالعربية سيجيب بالعربية، أسأله بالإيطالية سيجيب بالإيطالية، أسأله بالإنجليزية ولكن اطلب منه أن يرد بالصينية، سيفعل ذلك أيضًا!
نعم، أنه مبهر.
ولهذا بات الجميع يتحدث عن جوجل، وكيف أن تلك الأداة تهدد وجود عملاق التكنولوجيا الذي تربع على العرش لسنوات عديدة.
كيف؟
ببساطة ما الذي يدفعني لكتابة تساؤلي عبر جوجل، والبحث ما بين عشرات المواضيع، وأنا يمككني ببساطة إيجاد إجابة واحدة واضحة محددة من خلال ChatGPT؟
هل ستكون فعلًا نهاية جوجل؟
بغض النظر عن كافة الأطروحات والآراء حول ChatGPT ومدى كفائته ودقته، جوجل ليست مجرد محرك بحث، جوجل لديها الكثير من المنتجات والخدمات التي تجعل الملايين حول العالم تثق في استخدامها بسبب بساطتها وفعاليتها.
فعلى سبيل المثال، أنا أكتب هذا النص الآن عبر Google Docs، بعد أن أمضيت سنين عمري في الكتابة على Microsoft Word، ولكن بعد نهايات غير سعيدة على الإطلاق بسبب انقطاع الكهرباء المفاجىء أو عدم حفظ الملف لسبب أو لآخر، وجدت الحل عملي وسهل وآمن، وهو Google Docs.
ومثلي الملايين حول العالم، هل كانت تلك نهاية مايكروسوفت؟
بالطبع لا.
وبجانب كافة خدمات البريد الإلكتروني وغيرها التي توفرها جوجل، فإنها تقدم خدمة الإعلانات التي تتيح لأصحاب الشركات الوصول لجمهورهم المستهدف.
ولكن يبقى هناك تهديد واضح لجوجل فيما يخص هيمنتها كمحرك بحث يوفر معلومات للمستخدمين سريعة ودقيقة.
وهذا التهديد يأتي من جهات مختلفة وليس فقط ChatGPT، فالكثير من التقارير أكدت أن الأجيال المقبلة تعتمد على تيك توك وانستجرام كأداة محرك بحث للوصول إلى المعلومات من خلال المحتوى الذي ينشره المستخدمين في تلك المنصات.
ماذا كان رد فعل جوجل؟
منذ إطلاق ChatGPT تجد جوجل نفسها تحت ضغط شديد، فكيف يمكن أن تتخلف عن تلك التكنولوجيا الرائدة التي تمثل حجر الأساس للمستقبل.
ولكن أريد أن نتوقف هنا قليلًا.
هل يخفى على جوجل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
بالطبع لا.
جوجل بالفعل استثمرت كثيرًا في تلك التكنولوجيا منذ سنين ماضية، وكانت على علم بقوة التعلم الآلي، Google Translate على سبيل المثال ما هي إلا تطبيق على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
بل إن جوجل لديها نموذج فريد للدردشة الآلية ولكنه مقتصر فقط على العاملين داخل الشركة.
الآن وقد تغيرت قواعد اللعبة على جوجل أن توفر منتجًا يضاهي ذكاء ChatGPT وأن يوفر للمستخدم تجربة مشابه بل ويتفوق عليها من أجل ضمان استحواذها على حصتها في الأسواق.
وكان اليوم الموعود في فبراير 2023، عندما أعلنت جوجل في مؤتمر أنه تعمل على نسختها الخاصة والتي ستطلقها خلال الأسابيع القادمة للعامة من خلال محرك بحثها، والذي سيعطي للمستخدم خيار للبحث من خلال برنامج الدردشة أو استخدام الأدوات التقليدية.
أطلقت جوجل على منتجها Bard، ومضت عدد من الأسابيع ولايزال “بارد” قيد التطوير.
نظريًا جوجل لديها إمكانية أن تطلق منتج يفوق ChatGPT في كل شىء بدءًا من إمكانياتها وتاريخها وخبرتها وحجم البيانات التي تملكها عن تفضيلات كل مستخدم، إلا أننا لا يمكننا أن نطلق أحكامًا قبل تجربة هذا المنتج الجديد.
إذا سنتتظر ونراقب لنعرف هل ستتمكن جوجل من منافسة ChatGPT، أم أن الشركة الناشئة OpenAI سيكون لها رأي آخر، خاصة وهي تستعد لإطلاق النسخة الأكثر تطورًا ChatGPT4 والتي ستكون مدربة على أضعاف حجم البيانات مقارنة ب ChatGPT الحالية.
No comment