خصوصية البيانات

الحفاظ على خصوصية البيانات أصبح مهمة مستحيلة الآن، ربما يمكن الاستثناء وليس القاعدة العامة، فالبيانات باتت مستباحة للجميع بقصد أو دون قصد، وإذا كنت تعتقد أن بياناتك الشخصية في آمان، عليك إعادة التفكير.

ولكن مع التطور التكنولوجي، فعلينا جميعًا أن ندرك مدى أهمية خصوصية البيانات،  فالبيانات التي تشاركها على الأجهزة أو الشبكات الاجتماعية تمثل ثروة حقيقة للكثير من الشركات بل وأنها قيمة جدًا، فقطاعات كاملة قائمة على تحليل تلك البيانات لتقديم خدمة أفضل، أو توجيه رسالة تسويقية مناسبة أكثر لشريحة مجتمعية بعينها، فالبيانات يمكن ترجمتها إلى أموال.

هذا ما دفع الكثير من المستخدمين لوسائل التواصل الإجتماعي إلى تعديل الإعدادات المتعلقة بالخصوصية لعدم شعورهم بالارتياح أن تستخدم بياناتهم لأغراض تجارية.

ولكن هذا ليس القصة الكاملة، فتسريب وسرقة البيانات الآن أصبح يمثل تحدي خطيرًا للكثير من الشركات، فهناك الكثير من التطبيقات أو البرامج التي نثبتها على أجهزة الكمبيوتر والتي تكون لها دواعي خطيرة، والتي تزيد من احتمالية سرقة الهوية والذي أصبح خبرًا اعتياديًا تواجهه الكثير من الشركات في العصر الرقمي الذي نعيشه الآن.

خصوصية بياناتك أنت كفرد يمكنك التحكم بها، فكلما زادت معرفتك بالبيانات التي تشاركها مع البرامج والتطبيقات المختلفة ومدى أهمية حفظها، يمكنك حماية البيانات الحساسة التي لا ترغب في مشاركتها.

ولكن بالنسبة للشركات فالأمر يبدو معقدًا، فهناك آلاف المعلومات الشخصية للعملاء والموظفين، بالإضافة إلى مستندات تجارية سرية وسجلات مالية ذات أهمية بالغة للمؤسسة واصحاب المصلحة.

فالأمر لا يتوقف على مجرد غلق بعض إعدادات التجسس ثم تجلس تحتسي القهوة وتشعر بالانتصار وأنك نجحت في صد الهجمات ضد أجهزة مؤسستك وأن كل شىء بات مؤمنًا.

للأسف، الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك.

ولكن دعنا في البداية نضع تعريفًا واضحًا لخصوصية البيانات.

ماذا تعني خصوصية البيانات؟

خصوصية البيانات أو المعلومات جزء من عملية ترتكز على الالتزام باللوائح والتنظيمات والقوانين التي تخص حماية البيانات، لهذا كانت خصوصية البيانات تتمحور حول الطريقة التي تستخدمها بعض المؤسسات في جمع البيانات أو مشاركتها أو تخزينها أو إدارتها من جهات أخرى (أو قد تكون نفس الطرف الذي يعتمد جمع تلك البيانات) بما يتماشى مع الأعراف والقوانين المحلية والدولية التي تنظم تلك العملية.

ولهذا خصوصية البيانات بالنسبة الأفراد يمكن ترجمتها إلى ما يلي:

  • المعلومات الأساسية: الأسماء الكاملة، وتواريخ الميلاد، والبريد الإلكتروني، والعناوين.
  • معلومات التعريق الشخصية: البيانات المالية وأرقام الضمان الاجتماعي.
  • معلومات الصحة الشخصية: السجلات الطبية والحالات المرضية.

ما الأهم بالنسبة للمستخدمين؟

وفقًا لإستبيان خصوصية المستهلك، فبالطبع البيانات المالية هي الأهم والأكثر حساسية، بالإضافة إلى تقرير أجرته شركة Cisco خلال عام 2020 أكدت فيه أن الكثير من المستخدمين أظهروا عدم رغبتهم بمشاركة أي معلومات صحية خاصة بهم حتى أثناء فترة وباء كورونا.

أما بالنسبة للشركات فخصوصية البيانات تتمثل في:

أي معلومات قد تساعد الشركة على العمل أو النجاح أو المنافسة والتي تتمثل في بيانات العملاء والموظفين وملفات التعريف والمعلومات المالية والبيانات الخاصة بالبحث والتطوير.

كيف تحمي بيانات شركتك؟

إليك بعض النصائح التي سوف تساعدك في حماية بيانات شركتك.

  • استخدم أحدث البرامج لحماية شبكتك من الفيروسات

لا يوجد ما هو أخطر من الفيروسات على أمن شبكتك، فهي أخطر تهديد يمكن أن يتسبب في سرقة البيانات، لذلك عليك دائمًا اختيار أحدث البرامج لمنع تسلل أي فيروسات، والتأكد من تحديثه باستمرار.

  • لا تجعل بيانات الشركة متاحة للجميع

يجب أن تكون صلاحيات دخول الموظفين لبيانات الشركة محدودة بقواعد معينة، فمدير قواعد البيانات يمكنه التحكم في ذلك من خلال الاستثمار في عدد من البرامج المتطورة تتيح له مراقبة كافة أنشطة الحسابات، كما أنه يجب على مدير البيانات أن يقسمه إلى مناطق أو أقسام لا يستطيع الدخول إليها إلا أشخاص بعينها.

  • استعن بشركة متخصصة

حماية البيانات عملية معقدة ويلزمه الكثير من الإجراءات التي قد تكون غير متوفرة في البنية التكنولوجية لنظام شركتك، لذلك عليك دائمًا الاستعانة بالمختصين لاكتشاف أي خلل في نظام الشبكة واكتشاف الثغرات. واتخاذ التديبرات اللازمة لتقوية أمن شبكتك.

  • تأكد من استخدام الموظفين لأحدث نسخة للبرامج

قد يكون هناك الكثير من الثغرات في البرامج التي تسعى الشركات دومًا لحلها من خلال طرح نسخ محدثة، لذلك احرص دومًا على تهيئة حواسيب الشركة لإتمام عملية التحديثات تلقائيًا.

  • تعرف من لديه حق الوصول ولماذا

عندما يستقيل أحد الموظفين، تأكد من أنه لم يعد بإمكانه الوصول إلى معلومات شركتك عن طريق إعادة تعيين كلمات المرور. ضع سياسة بشأن من يمكنه الوصول إلى المعلومات الحساسة لشركتك واعرف عدد مرات الوصول إليها وسبب الدخول للشركة.

  • استخدم سياسة تشفير اتصالاتك، بما في ذلك البريد الإلكتروني

استخدم تقنية تشفير جميع اتصالاتك لتي تتضمن أي معلومات تعريف شخصية أو معلومات صحية شخصية، لحماية محتواها. لا ينبغي تخزين مفاتيح التشفير على الخوادم لأنه يمكن إلغاء تشفيرها بسهولة في حال وجود أي هجوم على شبكة شركتك.

No comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.