“تم اختراق البريد الإلكتروني الخاص بالشركة وتسريب البيانات و المعلومات للشركة، يرجى من الموظفين عدم الدخول إلى حسابتاتهم الشخصية حتى يتم حل المشكلة”.
كان ذلك أحد الرسائل التي وصلتني على البريد الإلكتروني بأحدى الشركات التي عملت بها خلال السنين الماضية، لم أستوعب حينها حجم الكارثة التي حلت بالشركة.
فقرأت تلك الرسالة ولم أعيرها أي اهتمام، وأكملت روتيني اليومي الطبيعي، بعد شهور قليلة حضرت أحدى المؤتمرات الدولية التي تناولت قضية الأمن السيبراني، تذكرت تلك الواقعة، عرفت ما تواجه الشركة من أزمة حقيقة.
لم تمضي سوى أسابيع قليلة حتى توالت الكثير من الأزمات الاقتصادية، والتي انتهت بإنهاء خدمة جميع الموظفين بالشركة، بما فيهم أنا.
دخلت الشركة في مفاوضات كثيرة لمحاولة الحفاظ على سرية البيانات، ودفعت مبالغ طائلة كلفتها وجودها نفسها.
الشركة التي عملت بها لم تكن استثناء من القاعدة، بل هى القاعدة التي يتواجد فيها الكثير من أكبر الشركات العالمية التي تواجه يوميًا مخاطر تسريب بياناتها، فإنت كنت تريد أن تنأى بشركتك عن هذا المصير، تابع القراءة.
ما تعريف تسريب البيانات و المعلومات ؟
في البداية دعونا نضع تعريفًا واضحًا لتسريب المعلومات، والذي يشير إلى أي عملية لنقل معلومات حساسة من داخل مؤسسة إلى خارجها دون الحصول على تصريح من مالكي المؤسسة، وبالتالي يمكن أن تتواجد تلك المعلومات الحساسة في أيد جهات غير موثوقة لتنفذ عمليات ابتزاز من أجل الحصول على مصلحة في مقابل التخلي عن تلك البيانات، أو حتى نشر تلك المعلومات في وسائل الإعلام.
ويمكن أن تتضمن تلك العملية تسريب معلومات شخصية خاصة بملاك الشركة أو حتى الموظفين، مما يكون له تأثيرات على مدى القصير -مثل حدوث حالة من الارتباك والتخبط في إدارة الشركة-، وحتى على المدى الطويل -والتي قد تؤدي إلى إفلاس الشركة في النهاية-.
وعلى الرغم من وجود الكثير من التشريعات القانونية التي تحمي سرية بيانات الشركات، والتي تعاقب كل طرف متسبب في مثل تلك الأزمات من أجل الحد من القرصنة وسرقة البيانات، إلا أن المشكلة تظل قائمة، خاصة سمعة الشركة التي تصبح على المحك في حال تسرب أي بيانات خاصة بالعملاء.
ما مخاطر تسريب المعلومات في الشركات؟
إذا بناءًا على ما قرأته حتى الآن، بالطبع أدركت خطورة تسريب المعلومات في الشركات، وعندما يتعلق الأمر بتسريب البيانات التقنية والأمنية، فإن الأمر يزداد تعقيدًا، ولكن سأقص عليك بعض المعلومات والأرقام عن الكوارث المالية والاقتصادية والأمنية التي تسببها القرصنة عندما تستهدف تسريب البيانات:
- وفقًا للجريدة البريطانية “ذا جارديان”: في عام 2011، خسرت شركة سوني ما يقرب من 42 مليون دولار أمريكي بسبب تسريب بيانات أكثر من 24 مليون حساب لمستخدميها على منصة ألعاب الفيديو “بلايستشين”.
- وفقًا لشركة “آي بي أم”: جاء مجموع الخسائر التي تتكبدها الشركات المحلية في البرازيل بسبب تسريب البيانات 4.31 مليون دولار خلال عام 2017.
- وفقًا لجريدة “تليجراف” البريطانية: غُرمت الخطوط الجوية البريطانية ما يقرب من 897 مليون دولار بسبب تسريب البيانات للعملاء والموظفين، عانت الشركة على أثر هذا الحادث طويلًا من فقدان ثقة العميل فيها والبحث عن بدائل أخرى.
من خلال الأمثلة التالية، نستنتج أن تأثير تسريب البيانات و المعلومات يؤدي إلى:
- خسائر مالية فادحة قد تفشل الكثير من الشركات في مواكبتها، وبالتالي قد يتوقف نشاطها للأبد.
- اهتزاز ثقة الموظفين بالشركة، وقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من الاستقالات تخسر الشركة بسببها الكوادر المهمة.
- الكشف عن خطط الشركة المستقبلية، والتي قد يستغلها المنافسون، وبالتالي خسارة شركتك لحصتها السوقية.
- قد تضمن البيانات معلومات شخصية بنكية قد تؤدي لعواقب وخيمة لحسابك الشخصي.
- عدم ثقة العملاء في شركتك، والبحث عن بدائل أخرى تؤدي في النهاية إلى انهيار شركتك.
كيفية الحفاظ على سرية المعلومات ومنع تسريب البيانات
إذا كيف يمكن منع تسريب البيانات لتجنب كل تلك النتائج الوخيمة:
1- استخدام نظام متكامل لتشفير الملفات
لابد من الاستعانة بأحدى البرامج المتطورة التي تحافظ على سرية الملفات، وتعيد تشفيرها إعادة دورية لمنع وصول المتسللين وعصابات القرصنة، وذلك بالتحكم في الوصول إلى كافة المستندات سواء من داخل الشركة أو خارجها.
2- برنامج مراقبة الإنترنت
من أحدى السبل الضرورية لحماية شبكة شركتك من الاختراق هى إدارة الشاشة وملفات الويب، وكذلك تأمين برنامج خاص لتواصل أعضاء الشركة، بالإضافة إلى وجود نظام تتبع لأي دخول من جهاز خارج الشركة، والكشف عن موقعه على الفور.
3- القيام بصيانة دورية لنظام الشركة
من أهم الخطوات لحماية أمن بياناتك هو المواظبة على إجراء صيانة دورية للنظام وأجهزة الموظفين، للتأكد من عدم وجود أي فيروسات خبيثة أو ثغرات يمكن أن يستغلها المقرصن في التسلسل داخل الشبكة، ومن الأفضل أن يكون لديك نظام يؤدي تلك الصيانة آليًا لتحسين كفاءة استخدام الشبكة.
4- زيادة الوعي السيبراني لدى الموظفين
من الضروري كذلك عقد جلسات للموظفين للحديث معهم عن مشكلة الأمن السيبراني، وضرورة عدم تحميل أو فتح أي بريد إلكتروني من أشخاص خارج المنظمة، فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن أحدى أهم أسباب تسريب المعلومات هو الخطأ البشري، والذي ينتج بسبب عدم وعي الموظف بخطورة تلك الممارسات، التي قد تظهر بسيطة ولكنها تؤدي إلى عواقب وخيمة.
إذا كنت ترغب في الحصول على أي دعم أو استشارة بخصوص حماية أمن معلوماتك من أي سرقة أو اختراق، فنحن نقدم لك في شركة دعائم التقنية أكثر من نظام متطور لمنع وقوع أي تسريب لمعلوماتك، وتحديدا سوف يساعدك برنامج DataSecurity Plus في الحصول على نظام دفاعي كامل ضد أي هجمات إلكترونية محتملة. تواصل معنا الآن لتتعرف اكثر على هذا البرنامج.