هل سمعت من قبل عن الهندسة الاجتماعية ؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فأنت بالتأكيد قد واجهت على الأقل أحد هذه المواقف:
- يصل لك بريد إلكتروني يخبرك فيه صاحب الرسالة أن لديه ثروة ضخمة ولكنها للأسف محجوزة لسبب أو لآخر، ويريد منك أن ترسل له بياناتك البنكية حتى يتمكن من تحويل المبلغ إليك ثم تعيد تحويله له، لأنه يثق بك ثقة كبيرة، واختارك أنت عن جميع البشرية لأنك تبدو شخص أمين وذو خلق.
- رسالة تصل إلى جوالك أو عبر البريد الإلكتروني تخبرك أن أحدهم يحاول اختراق حسابك على الفيس بوك وعليك تغيير كلمة السر الآن.
- رسالة تصلك عبر تطبيق الواتس أب تخبرك أن شركة الواتس اب قررت تنفيذ خطوة جديدة لحماية بياناتك وعليك إرسال كلمة السر التي ستصل إليك.
لو كنت من مستخدمي هذا الفضاء الإلكتروني الشاسع فأنت بلا شك صادفت موقف مشابه المذكورة أعلاه، أو ربما جميعهم.
هذا بالضبط ما يسمى ب الهندسة الاجتماعية، والذي يستهدف مرتكبيها نوع مختلف من الاحتيال من أجل إيهام الضحايا بصدق حجته، وبعدها يحصل على البيانات لتبدأ سلسلة من الابتزاز والنصب بغرض الحصول على المال.
في هذا الموضوع سوف نتحدث باستفاضة عن ما هي قصة الهندسة الاجتماعية وما أنواعها، وكيف يستغلها المحترفون من أجل سرقة البيانات، وكيف نتجنب تلك الهجمات السيبرانية، فتابع القراءة.
ماذا تعني الهندسة الاجتماعية ؟
في كتاب Social Engineering أو الهندسة الاجتماعية ، يتحدث الكاتب الأمريكي كرستوفر هادناجي عن الهندسة الاجتماعية للهكر وفن اختراق العقل البشري، ويعرفها على أنها مجموعة من الأنماط والسلوكيات البشرية التي نمارسها بقصد أو دون قصد، والتي يستخدمها المختصون عامة في التسويق لإقناع الجمهور بمنتج بعينه والترويج لمؤسسات، كما تستخدم في عالم السياسة من أجل كسب تأييد الجماهير، كما يستخدمها الأطباء في بعض الأحيان لحث مرضاهم على اتباع نظام غذائي معين على سبيل المثال من أجل صحتهم.
أما الجانب السلبي لل الهندسة الاجتماعية هى أن المحتالين وعصابات الاختراق الإلكتروني تستخدمها من أجل استغلال نقاط الضعف في عقلية المستخدم من أجل تحقيق أهدافهم وتوجيه الأشخاص على شبكة الإنترنت لتنفيذ خططهم التخريبية، لذلك نجد أن القرصنة الإلكترونية تعتمد اعتمادًا أساسيًا على هذا العلم.
وبالتالي فإن المهندسين الاجتماعيين قد يكونوا هم الأشخاص المعنيين بحماية أمن البيانات وحفظ المعلومات إلكترونيًا عن يد المخربين، ومن الممكن أيضًا أن يكونوا هم أنفسهم المخربين، وفي هذه الحالة يكون تأثيرهم أكثر خطورة من القرصنة.
كيف يستخدم المهندس الهندسة الاجتماعية لخدمة أهدافه؟
إذا عرفنا مما سبق أهمية هذا المجال وخطورته في نفس الوقت، ولكن نريد أن نستوضح أكثر عن مهام المهندس الاجتماعي، وطبيعة عمله، وكيف يتعامل مع الضحية من أجل جمع المعلومات واستغلالها بعد ذلك، أو حتى حفظها آمنة بعيدًا عن هجمات الأمن السيبراني.
1-جمع المعلومات
باختلاف نوايا المهندس الاجتماعي وأغراضه، فإن ما يبحث عنه هو المعلومات، فمهما كانت تلك المعلومات بسيطة، فهو يدرك أهمية حفظها، فربما قد يحتاجها مستقبلًا.
لذلك فهو يرسخ كل تركيزه عن كيفية جمع تلك المعلومات وتنظيمها، ثم تحليلها لمعرفة ما يمكن استنتاجه من هذا الكم من البيانات الذي أصبح متوفر على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
2-تقديم حقائق واستنتاجات
يبدأ المهندس الاجتماعي في ترتيب تلك المعلومات واستخدام أدوات خاصة لتحليلها من أجل الحصول على حقائق واستنتاجات ذو مغزى.
فأحيانًا يبدأ المهندس الاجتماعي في إجراء محادثات مع ضحاياه تبدو صادقة وودودة، ولكنه في الوقت ذاته يبدأ في استخلاص المعلومات منه دون أن يشعر الطرف الآخر بأي مصدر تهديد له، فغالبًا ما يكون محترفي الهندسة الاجتماعية أشخاص يتمتعون بسرعة البديهة والإنصات للآخرين.
وتتبع تلك السياسة أغلب أجهزة الاستخبارات العالمية وذلك من أجل كسب ثقة الطرف الأخر وإرضاء غروره، ومن ثم يبدأ في الحديث عن الكثير من المعلومات المهمة سواء عن حياته أو عن الأشخاص الذين يعرفهم.
3-انتحال الهوية
من أكثر السبل انتشارًا في الفضاء الإلكتروني، كما أنها أخطرها، حيث ينتحل هذا المهندس أو المقرصن شخصية أخرى من أجل استخلاص المعلومات من الطرف الأخر، وذلك بالطبع بعد أن يجمع المهندس كافة المعلومات اللازمة عن تلك الشخصية حتى يتمكن من الرد بعفوية وسريعًا على أي سؤال أو استفسار، وحتى يقنع الضحية بخدعته حتى يحصل على ما يريد.
ما هي أنواع الهندسة الاجتماعية وهجماتها؟
بالتأكيد يوجد أنواع للهندسة الاجتماعية والتي يستخدمها المقرصنون من أجل اختراق العقول والحصول على المعلومات الكافية للإيقاع بالضحية وسرقة بياناته وفي أحيان كثير أمواله، وهنا سنوضح أشهر أنواع الهندسة الاجتماعية.
-
اصطياد الضحية
يستغل المقرصن في هذه الحالة فضول الضحية، فيقدم له أحد الوعود الكاذبة من أجل الإيقاع بالضحية في المصيدة وسرقة بياناته الشخصية أو التلاعب بالنظام الأمني من خلال إرسال رابط يحمل فيروس إلكتروني ليبدأ في سحب البيانات من الجهاز الإلكتروني.
وليس بالضرورة أن تحدث محادثة فعلية بين المقرصن وضحيته، ولكنه يكفي أن ينشر إعلان على مواقع إلكترونية مختلفة، تحمل رسالة تجذب انتباه المستخدم للضغط على الرابط أو تحميل تطبيق يكون نافذة هذا المهندس لاختراق الجهاز.
-
سكير وير Scarware
نوع أخر من أشكال البرمجيات الخبيثة، والتي غالبًا ما تتضمن إنذار كاذب بوجود فيروس اختراقي لجهازك، أو تهديد بأن جهازك مراقب، والتي توجه المستخدمين لتحميل برنامج لحماية جهازك، والذي يكون هذا البرنامج هو التهديد بحد ذاته.
-
الهجوم الإلكتروني Pretexting
نوع آخر يستخدمه المقرصنون من أجل الحصول على البيانات الشخصية للطرف الآخر سواء إلكترونيًا أو باستخدام أي وسيلة للتواصل مع الضحية مثل هاتفيًا، بإرسال رسالة نصية ينتحل فيه المقرصن شخصية أخرى، ويسعى لاستخراج البيانات من الضحية.
وهنا يحاول المهاجم إقناع المستخدم بضرورة مشاركة تلك البيانات من أجل إجراء مهمة عاجلة شديدة الأهمية.
طرق تجنب هجمات الهندسة الاجتماعية
نظرًا لما تحمله تلك الهجمات من خطورة بالغة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وجب التحصين ضد هجمات الهندسة الاجتماعية، ومحاولة استخدام أي أدوات من أجل حفظ بياناتك أنت وأسرتك أو حتى شركتك من تلك القرصنة الخبيثة.
- عدم مشاركة بياناتك الشخصية مع أي شخص حتى وإن كان محل ثقة، وخاصة بياناتك البنكية.
- لا تضغط على أي روابط تصلك من أي شخص، حتى وإن كان صديقك المقرب -قد يكون حسابه اخترق بالفعل، وأنت الضحية القادمة.
- لا تضغط على أي ملفات تصلك عبر البريد الإلكتروني، فهي أشهر السبل المستخدمة عالميًا لنشر البرامج الخبيثة.
- استخدم تقنيات حديثة لترشيح رسائل البريد التي تصل إليك، حيث تؤدي تلك التقنيات وظيفة حارسك الشخصي، لترسل أي رسالة مرسلة من جهة مجهولة الهوية إلى ملف الرسائل المزعجة في البريد الإلكتروني.
- احرص على تثبيت برامج حماية من الفيروسات فعالة وذات سمعة طيبة، أو استعن بأحد الشركات المتخصصة في الأمن السيبراني لتساعدك على تلك المهمة.
إذا كان لديك أي استفسار بخصوص البرامج التي تضمن حماية بيانات شركتك ضد الهجمات السيبرانية المنظمة، أو أحد الحلول التكنولوجية المحترفة لتحصين أجهزتك وأجهزة الموظفين في مؤسستك من محترفي الهندسة الاجتماعية، تواصل معنا الآن.