هل سمعت من قبل عن الهندسة الاجتماعية ؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فأنت بالتأكيد قد واجهت على الأقل أحد هذه المواقف:
لو كنت من مستخدمي هذا الفضاء الإلكتروني الشاسع فأنت بلا شك صادفت موقف مشابه المذكورة أعلاه، أو ربما جميعهم.
هذا بالضبط ما يسمى ب الهندسة الاجتماعية، والذي يستهدف مرتكبيها نوع مختلف من الاحتيال من أجل إيهام الضحايا بصدق حجته، وبعدها يحصل على البيانات لتبدأ سلسلة من الابتزاز والنصب بغرض الحصول على المال.
في هذا الموضوع سوف نتحدث باستفاضة عن ما هي قصة الهندسة الاجتماعية وما أنواعها، وكيف يستغلها المحترفون من أجل سرقة البيانات، وكيف نتجنب تلك الهجمات السيبرانية، فتابع القراءة.
في كتاب Social Engineering أو الهندسة الاجتماعية ، يتحدث الكاتب الأمريكي كرستوفر هادناجي عن الهندسة الاجتماعية للهكر وفن اختراق العقل البشري، ويعرفها على أنها مجموعة من الأنماط والسلوكيات البشرية التي نمارسها بقصد أو دون قصد، والتي يستخدمها المختصون عامة في التسويق لإقناع الجمهور بمنتج بعينه والترويج لمؤسسات، كما تستخدم في عالم السياسة من أجل كسب تأييد الجماهير، كما يستخدمها الأطباء في بعض الأحيان لحث مرضاهم على اتباع نظام غذائي معين على سبيل المثال من أجل صحتهم.
أما الجانب السلبي لل الهندسة الاجتماعية هى أن المحتالين وعصابات الاختراق الإلكتروني تستخدمها من أجل استغلال نقاط الضعف في عقلية المستخدم من أجل تحقيق أهدافهم وتوجيه الأشخاص على شبكة الإنترنت لتنفيذ خططهم التخريبية، لذلك نجد أن القرصنة الإلكترونية تعتمد اعتمادًا أساسيًا على هذا العلم.
وبالتالي فإن المهندسين الاجتماعيين قد يكونوا هم الأشخاص المعنيين بحماية أمن البيانات وحفظ المعلومات إلكترونيًا عن يد المخربين، ومن الممكن أيضًا أن يكونوا هم أنفسهم المخربين، وفي هذه الحالة يكون تأثيرهم أكثر خطورة من القرصنة.
إذا عرفنا مما سبق أهمية هذا المجال وخطورته في نفس الوقت، ولكن نريد أن نستوضح أكثر عن مهام المهندس الاجتماعي، وطبيعة عمله، وكيف يتعامل مع الضحية من أجل جمع المعلومات واستغلالها بعد ذلك، أو حتى حفظها آمنة بعيدًا عن هجمات الأمن السيبراني.
باختلاف نوايا المهندس الاجتماعي وأغراضه، فإن ما يبحث عنه هو المعلومات، فمهما كانت تلك المعلومات بسيطة، فهو يدرك أهمية حفظها، فربما قد يحتاجها مستقبلًا.
لذلك فهو يرسخ كل تركيزه عن كيفية جمع تلك المعلومات وتنظيمها، ثم تحليلها لمعرفة ما يمكن استنتاجه من هذا الكم من البيانات الذي أصبح متوفر على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
يبدأ المهندس الاجتماعي في ترتيب تلك المعلومات واستخدام أدوات خاصة لتحليلها من أجل الحصول على حقائق واستنتاجات ذو مغزى.
فأحيانًا يبدأ المهندس الاجتماعي في إجراء محادثات مع ضحاياه تبدو صادقة وودودة، ولكنه في الوقت ذاته يبدأ في استخلاص المعلومات منه دون أن يشعر الطرف الآخر بأي مصدر تهديد له، فغالبًا ما يكون محترفي الهندسة الاجتماعية أشخاص يتمتعون بسرعة البديهة والإنصات للآخرين.
وتتبع تلك السياسة أغلب أجهزة الاستخبارات العالمية وذلك من أجل كسب ثقة الطرف الأخر وإرضاء غروره، ومن ثم يبدأ في الحديث عن الكثير من المعلومات المهمة سواء عن حياته أو عن الأشخاص الذين يعرفهم.
من أكثر السبل انتشارًا في الفضاء الإلكتروني، كما أنها أخطرها، حيث ينتحل هذا المهندس أو المقرصن شخصية أخرى من أجل استخلاص المعلومات من الطرف الأخر، وذلك بالطبع بعد أن يجمع المهندس كافة المعلومات اللازمة عن تلك الشخصية حتى يتمكن من الرد بعفوية وسريعًا على أي سؤال أو استفسار، وحتى يقنع الضحية بخدعته حتى يحصل على ما يريد.
بالتأكيد يوجد أنواع للهندسة الاجتماعية والتي يستخدمها المقرصنون من أجل اختراق العقول والحصول على المعلومات الكافية للإيقاع بالضحية وسرقة بياناته وفي أحيان كثير أمواله، وهنا سنوضح أشهر أنواع الهندسة الاجتماعية.
يستغل المقرصن في هذه الحالة فضول الضحية، فيقدم له أحد الوعود الكاذبة من أجل الإيقاع بالضحية في المصيدة وسرقة بياناته الشخصية أو التلاعب بالنظام الأمني من خلال إرسال رابط يحمل فيروس إلكتروني ليبدأ في سحب البيانات من الجهاز الإلكتروني.
وليس بالضرورة أن تحدث محادثة فعلية بين المقرصن وضحيته، ولكنه يكفي أن ينشر إعلان على مواقع إلكترونية مختلفة، تحمل رسالة تجذب انتباه المستخدم للضغط على الرابط أو تحميل تطبيق يكون نافذة هذا المهندس لاختراق الجهاز.
نوع أخر من أشكال البرمجيات الخبيثة، والتي غالبًا ما تتضمن إنذار كاذب بوجود فيروس اختراقي لجهازك، أو تهديد بأن جهازك مراقب، والتي توجه المستخدمين لتحميل برنامج لحماية جهازك، والذي يكون هذا البرنامج هو التهديد بحد ذاته.
نوع آخر يستخدمه المقرصنون من أجل الحصول على البيانات الشخصية للطرف الآخر سواء إلكترونيًا أو باستخدام أي وسيلة للتواصل مع الضحية مثل هاتفيًا، بإرسال رسالة نصية ينتحل فيه المقرصن شخصية أخرى، ويسعى لاستخراج البيانات من الضحية.
وهنا يحاول المهاجم إقناع المستخدم بضرورة مشاركة تلك البيانات من أجل إجراء مهمة عاجلة شديدة الأهمية.
طرق تجنب هجمات الهندسة الاجتماعية
نظرًا لما تحمله تلك الهجمات من خطورة بالغة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وجب التحصين ضد هجمات الهندسة الاجتماعية، ومحاولة استخدام أي أدوات من أجل حفظ بياناتك أنت وأسرتك أو حتى شركتك من تلك القرصنة الخبيثة.
إذا كان لديك أي استفسار بخصوص البرامج التي تضمن حماية بيانات شركتك ضد الهجمات السيبرانية المنظمة، أو أحد الحلول التكنولوجية المحترفة لتحصين أجهزتك وأجهزة الموظفين في مؤسستك من محترفي الهندسة الاجتماعية، تواصل معنا الآن.