لقد كانت الرقمنة أو التحول الرقمي أحد أبرز الاتجاهات في خلال السنوات القليلة الماضية، إلى حد أن، المصطلح الدارج ذاته يكاد يكون بلا معنى. ومع ذلك، تظل حقيقة قائمة مفادها أنه يتعين على المؤسسات الحديثة استخدام التكنولوجيا الرقمية ويُعد التحول الرقمي الوسيلة لتحقيق ذلك.
لكن وبينما يستعد عدد كبير من المؤسسات للتحول إلى الرقمنة، يظهر بحث صادر من McKinsey & Company أن أقل من ثلث الجهود المبذولة لتحقيق التحول الرقمي تُكلل بالنجاح. وفي ضوء حالات الفشل المرتبطة بتلك المشكلات المختلفة، مثل الفشل في توظيف القيادة، والفشل في تغيير أفكار الموظفين، وعدم توافر الأدوات المناسبة، يمكن للمؤسسات اتخاذ خطوات واضحة لزيادة معدل النجاح وتحقيق تحول رقمي ناجح.
إن التحول الرقمي هو استخدام التكنولوجيا الرقمية كجزء من آليات العمل وهيكله. باختصار، يُعد التحول الرقمي وسيلة للشركات التي لم تتمكن من تحقيق التطور باستخدام التكنولوجيا لأن ذلك يعني استخدام تلك التكنولوجيا بمجرد أن تكون متطورة. ستساعد الخطوات التالية مؤسستك على تحقيق النجاح في الانتقال إلى هذه الخطوة.
القيادة
تُعد القيادة أحد أهم العناصر لأي مبادرة، لأنها تصدر المعلومات، وتساعد على التحفيز، وتستلهم الأفكار.
وهنا يتمثل أهم جانبين للقيادة في تعزيز التطبيق القيادي للتحول الرقمي وتوفير السرعة المرتبطة بالتحول الرقمي. وهذا يعني أنه يتعين على الإدارة والإدارة العليا وحتى الرئيس التنفيذي تطبيق التحول الرقمي وان يشعروا بالحماس تجاه هذا السلوك الجديد.
بدأت معظم المؤسسات في تدريب الإدارة وكبار الموظفين قبل أشهر من تطبيق مبادرة التحول الرقمي لهذا الغرض. هل يمكن أن تعمل القيادة في الواقع على تعزيز نجاح مبادرة التحول الرقمي؟
قد أظهرت عدة ابحاث أن المؤسسات التي لديها كبار موظفين مشاركين بفعالية في هذا التحول تزداد فرص نجاحها في تحقيق تحول رقمي ناجح بنسبة 73%.
وبالرغم من أن هذه الإحصائية لا تعكس الحقيقة التي تتمثل في أن المؤسسات التي لديها قادة من الموظفين المشاركين بفعالية ربما يحققون التحول بشكل أفضل وذلك لانهم قد تتوفر لديهم أيضًا البرامج التي تساعدهم على تحقيق تحول ناجح، من المهم مراعاة ذلك.
التواصل
يُعد التواصل الجيد عنصرًا أساسيًا لتحقيق التحول الرقمي. إذ انه من المهم إعداد سرد واضح يتعلق بالتحول، لكي يفهم الموظفون وظيفة الأدوات، وسبب استخدامها، وضمان معرفة الموظفين بأن الأمر لا يتعلق بإعادة الهيكلة وسيتم توفير الحماية لوظائفهم.
وهذا يعني أيضًا توفير موارد واضحة للموظفين لتعلم مهارات جديدة، وفهم التقنيات الجديدة، وتطبيق الأفكار التي يتم تشجعيهم عليها.
الأفكار
إن تعزيز استخدام الأفكار الصحيحة لتحقيق التحول الرقمي يُعد أمرًا هامًا. وهذا يعني توفير خط واضح للاتصال متعلق بالجدول الزمني، والنتائج، والأهداف. يمكنك إعداد جدول زمني، وتقديم حلقات العمل والدورات، وتوفير التعلم الإلكتروني، وإعداد مبادرات، مثل المنصات الافتراضية أو اللوحات الرقمية التي تعرض النتائج لاستمرار تحفيز الموظفين وتحقيقهم للتطور.
يُمثل تغيير الأفكار تحديًا صعبًا في تحقيق التحول الرقمي، لكنه يُعد أحد أهم عوامل نجاح هذا التحول على المدى البعيد.
الأدوات الرقمية
تُعد الأدوات الرقمية أحد المفاتيح الرئيسية لتحقيق تحول رقمي حقيقي. وتُعد الركيزة الأساسية لجملة “التحول الرقمي”، والتي تعني أن خيارك واستخدامك للأدوات الرقمية ربما سيساعد على تحقيقك للتحول أو الحيلولة بينك وبين تحقيقه.
كثيرًا ما تكون الأدوات الرقمية هي أول ما يتبادر إلى أذهان الناس عند التفكير في التحول الرقمي. حيث كثيرًا ما يتمثل الهدف في ترقية أنظمة المؤسسات إلى تطبيقات السحابة (cloud) والتطبيقات الأولى الرقمية لتوفير فرص جديدة، وطرق مختلفة للعمل، والمزيد من الأعمال المتنوعة.
سيعتمد التطبيق الفعلي للتحول الرقمي بشكل كبير على مؤسستك واحتياجاتها:
يمكن أن تقلل التقنيات الرقمية من التكاليف لكنها تُعد أمرًا بالغ الأهمية لتقييم احتياجات وتكاليف تطبيق التحول من أجل تحديد ما إذا كان التحول إلى تقنية جديدة يُعد قرارًا مربحًا أم لا، ولماذا.
أدوات رقمية داعمة ذات هيكل بجودة عالية وتشمل تلك الادوات: الشبكات، وأجهزة السيرفر، والإدارة المركزية، وقابلية التوسع. سيكون هذا أمرًا بالغ الأهمية استنادًا إلى الأدوات والحلول التي تختارها، حيث إنك قد تزيد بشكل كبير من حمل الشبكة أو حمل جهاز السيرفر وذلك من خلال تحويل المزيد من العناصر إلى عناصر رقمية.
وهنا، يتعين على الكثير من المؤسسات التفكير في تكوين شبكة قوية للغاية، حيث قد ترغب في استخدام حلول سحابية لأجهزة السيرفر وتخزين البيانات. لماذا؟ إن أجهز السيرفر السحابية (Cloud) قابلة للتحجيم، ويمكن الوصول إليها من أي مكان، ولديها القدرة على تقليل التكاليف في المؤسسات بشكل كبير وفي الوقت ذاته توفير المزيد من المزايا، والأمان، والحلول.
تغييرات العملية
من الضروري متابعة التغييرات في الأدوات بالإضافة إلى التغييرات في عمليات الشركات وآليات العمل. تبدأ الكثير من المؤسسات في استخدام إطارات عمل مثل Agile في أثناء التحول الرقمي، والذي يتطلب تغيير العمليات وطرق العمل. تحاول مؤسسات أخرى تنفيذ التحول الرقمي دون إدخال تغييرات على طرق العمل. ستفشل تلك الشركات على الأرجح لأن هدف التحول الرقمي يتمثل في تغيير طريقة عمل الموظفين ايضا.
يعني التحول الرقمي الناجح أن الموظفين يستخدمون آليات عمل أسرع وأكثر مرونة لفتح المجال للابتكار، وتقديم الخدمات سريعًا للعملاء، وتقليل التكاليف في حالة الفشل.
وهذا يعني:
إن التحول الرقمي يتمثل في تطبيق التكنولوجيا الحديثة واستخدامها لكي تكون أكثر تنوعًا، من أجل تحقيق التحول سريعًا، وكثيرًا ما يكون ذلك لتقليل التكاليف. لكن، يمكن أن تكون هذه التغييرات مضيعة للوقت، ومكلفة، وأحيانًا تكون لها تأثيرات سلبية على المؤسسة ذاتها.
إن إدخال التغييرات عادةً ما يعتمد على اتخاذ خطوات لتعزيز الاستخدام والتشجيع على التغيير، وإنشاء هيكل لدعم ذلك التغيير، وتحديد أهداف للعمل على تحقيقها. وعلى أساس مؤسستك، ستحتاج إلى مجموعة من وسائل التحفيز والاتصال، والأدوات، وآليات العمل لدعم ذلك التحول حتى ينجح نجاحًا حقيقيًا.
المصادر: